الأربعاء، 27 يوليو 2011

نادي الأمل الرياضي

       مدينة عطبرة من أوائل المدن التي مارست لعبة كرة القدم في السودان وذلك بفضل نشؤها كمدينة حديثة في عهد الحكم الثنائي كمركز للسكك الحديدية التي أدخلها المستعمر البريطاني لنقل المؤن والعتاد الحربي وهو يستعد لاسترداد السودان وكان ذلك في العام1996م . وأقام الانجليز ادارة السكك الحديدية في المدينة التي سرعان ما نمت كمدينة حديثة وبني فيها  المستعمرالمساكن الفخمة وزينوها بالحدائق الغناء وشيدوا ملاعب لكرة القدم والجولف والرياضات الأخري فأنتشرت لعبة كرة القدم عند الأهالي خاصة مستخدمي السكة الحديد من خريجي مدرسة الصنائع وعمال الورش والادارات المختلفة الأخري . وشيئا فشيئا صارت تجمعات الفرق الرياضية تتكون في الأحياء الحديثة وتعلم الشباب فنون اللعبة وقوانينها وصار الشغيله في أسفارهم وتنقلاتهم يحتكون مع الفرق االرياضية ويصقلون مواهبهم خاصة في مدينة الخرطوم - ومعلوم بأن منطقة بري قد عرفت اللعبة مبكرا بفضل وجود ثكنات الجيش الانجليزي كما هو الحال في عطبرة وكذلك منطقة الوابورات والسكة حديد في مدينة بحري- بذلك تكون مدينة عطبرة سابقة في المجال الرياضي الذي أدخله الانجليز معظم مدن البلاد الأخري .
     قدمت مدينة عطبرة لفرق المدينة ولأندية المقدمة السودانية وللفريق القومي لاعبين أفذاذ قلما يجود الزمان بأمثالهم و يذكر منهم الطيب مبيوع واللبودي وعوض الظريف وعوض جولط وحسين صعوط والرشيد وود علي وأبو الريش   وشهونا الكبير وجوهروحاج يونس وعبد الله موسي وزغبير وشوقي عبد العزيز والنص وأحمد سالم وأحمد موسي  والسخي مركز وشاتوت وحسون كومر والحمزتين وكركور وعوض الحاج والنصير وغراب وعوض حمدان و(---- الاتحاد) وشاويش وزروق والسر زغبير وفيصل مبارك وحسين جبريل وكنجروت وشهونة ومزمل وابوالليل والكرضم ومحمد يسن وعثمان الطيب وشاكر العاصفة وهاشم هرون وعبد الحليم وأنور وعوض يوسف وأخرين فاتني ذكرهم وانا اكتب من فيض الخاطر .
    ترجع نشأة نادي الأمل بعطبرة الي قبل التأريخ المعلن (1946م) ومقره حي الموردة علي ضفة نهر الاتبرا الدفاق - قريب من نقطة التقائه بنهر النيل العظيم وهو من الأحياء القديمة في المدينة والأمل لايذكر الأ مقرونا ببقية الأندية العريقة الأخري مثل الوطن والأهلي والأمير والنيل والمريخ والنسر والشاطيء والدار والكوكب والوادي والجيل والطليح والجلاء والمجد  والموردة والرماح والهدف والشبيبة والتحرير والتقدم والهلال والاتحاد والسيالة والتضامن والدينمو والنضال وحي العرب والعاصفة والدفاع والأخوة وبري والشمالي وغيرها من الفرق والأندية الرياضية.
      والأمل فريق عريق ظل اسمه مرتبطا بمدينة الحديد والنار وكان مكانه ولم يزل   في مقدمة الفرق وذلك لعوامل عديدة جعلت الأمل شعلة لم يخب وهجها علي مدي الأيام و العصور وظل يقدم مستويات فنية رفيعة وقوية حتي جعل لنفسه وللمدينة مكانا في خارطة الكرة السودانية لا تخطئه عين الرقيب وليس أدل علي ذلك من تواجده الدائم  في مقدمة فرق الدوري العام في البلاد ولسنوات متتالية. 
      قدم فريق الكرة بنادي الأمل للمدينة والفريق القومي لاعبين أفذاذ ( ذكروا ضمن لاعبين قدمتهم المدينة) ولمباريات الأمل طعم خاص يختلف عن بقية أندية السودان فهو فريق الحي الذي استقطب معظم مشجعي المدينة والقري التي حولها لما ظل يقدمه من عطاء جميل طوال مشواره الكروي ويمتاز مشجعو الأمل بجمال أهازيجهم الموحدة وبطبولهم ومزاميرهم ( الكيتة) التي تحيل استاد المينة الي زخات من الطرب والحماس العريض الذي يلهب المشاعر ويتفاعل معه الجمهور قاطبة حتي أصبح الفريق يلقب ( بالأشانتي كوتوكو - لوجهة الشبه الباين بين مشجعي الأمل ومشجعي قبيلة الأشانتي-معقل الفريق الغاني المعروف ) مما يجعل اللاعبين يتحولون الي فرسان يتناقلون بخفة الفهود الكرة فتتفجر ينابيع الطرب الكروي الأصيل الممزوج بالحماس والاثارة كتبت بها الأجيال المتعاقبة من الاعبين تاريخ الأمل العطبراوي ووضعته في مقدمة فرق مدينة عطبرة والسودان قاطبة .
        تتمني كثير من  فرق السودان زيارة مدينة عطبرة في العطل والأعياد للطبيعة الاجتماعية الغالبةالتي تمتاز بها المدينة ولملاقاة فريق الأمل لكرة القدم  لما يقدمه لها من فوائد دخل المباريات والمستوي الفني الباهر وتوفر عامل الاثارة المطلوب في كرة القدم ولكم قدمت فرق ( دوري السودان ) علي شاكلة الثغر بورتسودان والرابطة كوستي والهلال سنار وبري الخرطومي والأهلي والنيل مدني والهلال والمريخ مباريات عالقة بالذهن وكانت كثيرا ما تخرج بهزائم من نادي الأمل في داره علي وجه الخصوص .
     لقد خطأ الأمل خطوات كبيرة وواثقة وسجل اسمه كأول فريق اقليمي يتخطي الأندية الأفريقية ويتقدم بعد سلسة من النتائج الباهرة حتي مشارف دور الثمانية في البطولة الكونفدرالية ليخرج بفارق هدف واحد من منافسه الجزائري وخصمه حكم  اللقاء ليسجل حضورا ظافرا ويكتب اسم المدينة بأحرف وضاءة في الفضاء الكروي الأفريقي واننا لجد واثقون من أن الأمل سوف يرتقي بجهده وفنه مصحوبا بطبول الأنصار ودعوات الأهل منصات التتويج المحلي والقاريء لأنه سائرعلي الدرب بخطا واثقة ويسعي الي المجد والعلا بهمة عالية وأمل وثاب .

خريطة السودان الجديدة

     تميز السودان وهو يتمدد علي مساحة مليون ميل مربع في وسط القارة الأفريقية وفي مكان القلب كعملاق يضم في جنباته تسع دول وبحر عظيم . وكانت هذه المساحة ترقد علي خريطة جميلة قليلة التعرجات تبدأ من الشمال في خط طويل  مستقيم علي طول الحدود مع جمهويرة مصر ودولة ليبيا ثم ينزل خط الخريطة مستقيماالي أسفل  وهكذا كما يعلم الكافة وكما هو ظاهر في الخارطة الحالية. أما أجمل ما في الشكل العام هوذلك الانحناء الجميل مع حدودنا مع افريقيا الوسطي ثم مع الكنغو حتي تكتمل الصورة عند نوملي ويرتفع الشكل الهندسي الي أطول تمدد له مع كينيا ويعودالي الداخل ثم الي حودنا مع اثيوبيا فاريتريا والبحر الأحمر . ما أجملها من خارطة مميزة تأسر الناظرين بشكلها الباذخ وتكتمل جميلة حينما يتوسطها نهر النيل بفروعه التي تتجمع لتصب في مجراه الرئيس  ثم تتشعب وفتتجمع من جديد .    
    نانسي وخريطة السودان :
     تعرفت في أوائل الثمانينات عليي صديق أمريكي من الأصول الزنجية  يدعي ثوماث ماريوس والذي كان قد زار السودان في صيف العام 83وكان شديد الإعجاب بهذا البلد الأفريقي الكبير وتعدد وتنوع بيئاته وثقافاته وقد تهيئات له الظروف أن يعيش تفاصيل الحياة اليومية العادية وكان يكتب عن ما كل يلاقي في مدونة خاصة وقد صحبته الي أماكن كثيرة منها البازار الشهير في قلب امدرمان ولثوماث خطيبة جميلة تشبه الي حد كبير حسان بناتنا في كردفان وقد اهديتها بعض الإكسسوارات الشعبية مرسلة مع خطيبها .
    لم يمض شهران علي مغادرة ثوماث السودان حتي جاءتني منه رسالة أنيقة يشكرني فيها علي المساعدات التي قدمتها له ويذكر تلك الأيام الجميلة وبعض من الذين عرفهم كما يذكر بعض الأماكن التي لم تفارق مخيلته . أما الفقرة الأخيرة من الرسالة فقد كتبت بواسطة نانسي وفيها شكرتني علي اهتمامي بثوماس وأثنت علي المشاهد المصورة  والأناتيك التي شاهدتها في إلبوم ثوماث. أما أكثر ما شدني في الرسالة كلها هو ملاحظة نانسي عن خارطة السودان , فقد كتبت ما نصه ( لم يكن لي فكرة قبل سفر ثوماث عن السودان ولا موقعه الجغرافي الا أنني , وبعد أن رجعت للأطلس لاحظت أن السودان يتميز بأجمل ( طلة ) من بين كل دول العالم وأن خريطته في وسط القارة الأفريقية هي الأجمل علي الاطلاق وأصبحت لا أمل النظر اليها ) وختمت بأنها تتمني زيارة السودان . وللفور رجعت للخريطة لأتيقن من نظرة نانسي المدهشة لخريطة السودان. وكنت  في الواقع أملك ذلك الأحساس من قبل الا أنني كنت أحسب أن شهادتي لا بد مجروحه وانا إبن البلد وعاشق أجزائه التي كلها لنا وطن .فكنت وكلما رأيت خارطة السودان تذكرت ملاحظة نانسي الذكية والتي ولابد تجد أنصارا من هاويي الخرط والجغرافيا .
     شد ما أحزنني قطع السودان الي جزئيين ، وبغض النظر عن الجوانب الأخري الوجدانية والسياسية فان منظر بلدي الحالي المسمي هذه الأيام سياسياً بالجمهورية الثانية -هي عندي جمهورية ذات خريطة  قبيحة - شينة محزنة شبه البعض  اسفلها بلغة بلادي( بشطور الكلبة) وسحرها الرباطابي قائلا بأنها ( متل الزول اللابس بدلة بلا بنطلون )
    فهكذا وبين غمضة عين وانتباهتها صارت خارطة السودان مسخا مشوها لايستطيع اشطر مدرس جغرافيا أن يرسم أو يحدد أبعادها لتلاميذه, وقد نحتاج الي وقت طويل وطويل جداً حتي نعرف مواقع مناطق وبلدان مثل قيسان والقردود والقيقر وغيرها من المناطق التي كانت مواقعا حبيبة الي القلب ومألوفة ولا أدري مدي الدهشة التي أصابت نانسي , اول من لاحظ جمال الخرطة وتغزل في السودان عبر طلته ( الأنيقة ) في أطلس العالم .

السبت، 23 يوليو 2011

مدونة عتمور عيال الوسطى في دار الرباطاب: نادي ومعالم وآثار ومشاهد وشخصيات من عتمور



إبن أخي العزيز ابراهيم


تجدنا -نحن أبناء عتمور جد فخورون بك وأنت تقوم ( بشر ) تمرك الممتاز , من كل نوع علي بروش التلاقي والمودة وتفرد مساحات للتواصل وتثري بعلمك ساحات البحث لاثراء حياتنا الخاصة في عتمور والعامة في كل مكان بعثرتنا فيه ظروف الدهر ولن كان المجال مجال بحث وتوثيق فقد غلبني الضوق اليك والي تلك البلاد الخيرة وناسها السمحين فعذرا . فارجو أن تسمح لي بطرق موضوع مهم غرضي فيه التوثيق ومشاركتك الجهد لكتاب صفحة للأجيال اللاحقة والموضوع ذو صلة بنادي عتمور الرياضي وهو من ضمن أنشطته ولكنه سبق بناؤ النادي كالحال تماما في كل مكان , ذلكم هو فريق كرة القدم لشباب عتمور ولأني شاهد علي تلك الأحداث فاني اكتبها مجردة من كل هوي لأن أبطالها هم أخوتي الكبار حسين التيجاني وشرف الدين وبالطبع آخرون كثر لأن عملا كهذا لايتم الا بجهد جماعي كما يعلم الكافة فاسمح لي بذكر التفاصيل غير المكتملة تماما لأني أعتمد علي الذاكرة وحدها والمجال من بعد مفتوح لكل صاحب مساهمة يريد ان يثري بفكره هذه الساحة العتمورية الخضراء.


كانت دارنا دار تلاقي للشباب في عتمور بسبب أن أخونا الأكبر ( الشيخ التيجاني ) كان ناظرا للمدرسة اوحيدة الموجودة في المنطقة ( مدرسة أمكي الأولي ) وكان كل شاب من طلابه كما كان أخي الآخر ( ابراهيم التيجاني ) معلما في نفس المدرسة فكان حوشنا هو منتدي لشباب البلدة خاصة وان أخونا ( حسين التيجاني ) كان من أنشط شباب القرية وكلن رياضيا مارس الجمباز في نادي الهلال السوداني في منتصف الخمسينات وله صورة في الصفحة الأخيرة لجريدة النيل طائرا في الهواء يوم افتتاح ستاد الخرطوم كما أنه لعب لنادي الأهلي عطبرة جناحا أيمن ثم ظهيرا ثم حارسا للمرمي وكان يعرف نجوم الرياضة والكرة في أمدرمان وعطبرة ويعود اليه الفضل في تكوين أول فريق رياضي رسمي لأبناء عتمور وحتي المساهمات المتقطعة كان قد بدأها في أواخر الخمسينات وبداية الستينات ودكما ان أخي الآخر ( شرف الدين التيجاني ) كان من ضمن أول طلاب في المرحلة الثانوية وكان لاعبا ماهرا.


والحقيقة أن الكثير من أبناء ذلك الجيل كانوا يمارسون الكرة في الميادين الصغيرة وفي المدرسة وقد برز منهم نفر غير قليل , والشاهد ان حوش الديوان قد امتلأ بالشباب في ذلك اليوم بعد ان عاد الحسين من عطبرة ومعه عدد من الكور والباتات البيضاء وكانت الفلوس قد جمعت وسجلت الأسماء في كراسات وظهر أقطاب من غير الاعبين وتحدثوا واشادوا بالمجهودات أذكر منهم أمحمد ود القمرديقي وابراهيم الكدب والسرير الخليفة والمغيرة محمد سعد ومغداد الرفاعي ومحمد ود السعدابي وعثمان ود حاج الأمين والياس سليمان وأحمد عثمان سعيد وعبد الوهاب محمد علي والشيخ التيجاني والنجومي كرار والحسين ود أحمد علي من توفاه الله منهم رحمة وغفران عظيم .


كما اني أذكر أن أول مباراة كانت ضد فريق أمكي وكان ان اجتمع الشباب في حوش الديوان بعد أن تغدينا بالحوت وشوربة الكناكيج وللأمانة فقد كان الحسين يعد لذلك اليوم بخبرة ودأب شديدين وأذكر قبل التحرك أن وضع تشكيل أول منتخب للفريق وكان يكتب ذلك غلي سبورة خشبية كان يدرس عليها فصول محو الأمية للرجال وان لم تخني الذاكرة فقد لعب لأول فريق الآتية اسماؤهم:


الحارس أحمد حمد مصطفي والاحتياطي محمد الأمين الحداد وفي قلب الدفاع حسن مختار ( سمبوسة) وبجانبه المرحوم النافع عثمان وكان قد تأخر بسبب المركب ووصل منفردا بعد بداية المباراة ولعب الحسين في الظهير الأيمن ( كابتن الفريق ) ولا أذكر من كان في الظهير الأيسر أظنه أمحمد ود عبد المالك ولعب عبد اللطيف محمد الحجازي في الوسط ومعه غانم أحمد المصطفي وفي الهجوم النجومي كرار وأحمد عثمان سعيد وشرف الدين التيجاني وطه محمد سعد وكان المرحوم ابراهيم التيجاني يقوم بالتوجيه من الخارج وقد دفع بهاشم التوم وجعفر الأمين وأحمد طيب الأسماءوقد لعب الفريق من بعد مع فريق كرقس المباراة التالية وسمح لشباب العبيداب أن يدعموا فريق كرقس بعد المباراة الأولي حتي تتكافأ الفرقتين.


أكتب هذا من الذاكرة وأنا بعيد عن الحسين - الذي لا أظن ان تسعفه الذاكرة ليصحح هذا وقد تغلب فريقنا علي فريق أمكي والغريب في تلك المباراة أن أحرز جعفر الدرديري لأمكي مباشرة من ضربة ركنية وكذلك أحرز الحسين التيجاني من نفس المكان في الشوط الثاني وقد برز الاعب البساط أحمد شمباي كنجم كبير وكذلك الدرديري وبرزت فرقة عتمور كلها خاصة عبد اللطيف الحجازي والنافع عثمان وكان حعفر الأمين وهاشم التوم أصغر لاعبين في المباراة وكونوا من بعد مع مفضل علي بابكر دياب وفتح الرحمن تاج السر وابراهيم عثمان وأبو العباس المغيرة وابراهيم عثمان ومغداد العوض والهادي التيجاني وحسن الشيخ هلال وحسين حاج عثمان وآخرين جيل فريق عتمور الرياضي , والي حلقة أخري نتذكر فيها أيام بناء النادي الذي أورد فيه أبننا ابراهيم عثمان شواهد من خير الذكريات الطيبات -آمل أن أكون قد أوفيت فأن أخطأت من نفسي وأن اصبت فذلك من فضل الله وهو خير معين.

الاثنين، 18 يوليو 2011

الحضارم في السودان

( 2  )
         قلنا أن أروما كانت عامرة في ذلك الزمان وفيها الكثير من التجار الحضارم من أمثال باشنين وباخلج وأبتكيك وجمعان وباحيدر وبابعير وسعيد باعشر وباجابر ولعل هؤلاء التجار هم من نفس العوائل التي هاجرت من حضرموت وهاجرت الي مدن الشرق القديمة مثل طوكر وسواكن وسنكات وأغوردات وأسمرا ومصوع عقيق وبورتسودان بعد نشؤها في العام 1907-أي بعد بناء الميناء البحري.وللمرء أن يتعجب كيف كان حال تلك المدن وهي تعج بهذا العدد من التجار علي شاكلة أحمد عبد الله باشنين الذي لم يكن محله غير مثال علي نوع المتاجر ونوعية البضائع التي كانت تستجلب من مواردها وتضفي علي المدن والمجتمع نوعا من الرفاهية التي كان يعيشها أهل السودان. غير أن حديثنا يرمي الي تتبع هجرة أهلنا الحضارم والذين يرجع وجودهم في هذه البلاد الي تأريخ قديم كتب فيه كثير من الباحثين علي مر الأجيال ولقد أردنا أن نرمي الي علاقة الحضارم بالمجتمع السوداني وتأثرهمبه وتأثيرهم فيه حيث ما زالت بعض الأسر تعيش في السةدان وقد انتقل كثير منهم الي العاصمة الخرطوم وأمدرمان في أزمنة لاحقة -هذا غير وجودهم السابق في نفس هذه المدن حيث جاء كثير منهم الي السودان في هجرة أخري - هي هجرت طلاب العلم الي مؤسسات التعليم القديمة مثل معهد التربية ببخت الرضاء والمدارس الثانوية العتيقة في حنتوب وخورطقت ووادي سيدنا وفي هذا المبحث لنا شواهد ماثلة بما لها من أثر في الحياة الثقافية والتعليمية التي ربطت بين الشعبين الشقيقن .

السبت، 16 يوليو 2011

الحضارم في السودان

 ( 1 )

     شد ما راعني , وأنا بعد صبي أتحسس خطواتي الأولي في سلم المعرفة والتعلم , ذلكم الوجود المقدر للحضارم في مدينة أروما حاضرة القاش العامرة في منتصف الستينات من القرن المنصرم وبالتحديد في سوقها الرئيس المبني من الطوب الأحمر علي طراز فريد قوامه المحلات التجارية ذات الفرندات الطويلة الممتدة من أول المربوع الي آخرة في ثلاث صفوف متوازية متشابهة تمتد من سوق الخضار واللحم جنوبا الي المسجد الكبير وموقف المواصلات شمالاُ. يطالعك في الواجهة دكان الشيخ أحمد عبد الله باشنين بفرندته العتيقة علي شكل الحرف الانجليزي (L) حيت تتصف مجموعة من الدراجات الهوائية من ماركة الرالي والبلو بيرد في ألوان زاهية وكانها تستعد لجولة من السباق الطويل . وفي واجهة الدكان من الداخل تعرض أنواع من صنوف البضاعة الراقية علي (فترينات) أنيقة تشمل قنينات العطور والساعات من ماركات الجوفيال والرومر وأناتيك زجاجية وأبنوسية راقية وعلي الرفوف البعيدة تتراص وابورات الجاز والرتاين واطارات الدراجات وعلي الكاونتر والرفوف المجاورة تتوافر طاقات من القماش الراقي من الحراير والصوف والتيترون والبلان و الدمور في ألوان زاهية وخامات أنيقة , فضلا عن الأحذية والجوارب والفنايل والبشاكير والبطاطين والقمصان الرجالية وبناطلين التيترون والتريفيرا صيحات ذلك الزمان الجميل. وقد يمتد عجبك حين تكتشف أن هذا المكان هو مجرد مثال لبقية دكاكين الحضارم حين تتعرف علي غيره من المحلات من امثال دكان سعيد باجابر وعبد الله بابعير وباقديم والجنيد وسالم باخشوين . يظن الزائر للوهلة الأولي أن هذه المحلات والدكاكين قد وجدت في المكان الخطأ ولكن سرعان ما يزول عجبك حين تري الباعة يملأون المحلات ويخرجون باصناف من المشتروات تشمل كل ما هو معروض فيها , وفي الواقع فأن أروما في ذلك الزمان كانت سوقا رئيسيا يؤمه الناس من ساكني مناطق كسلا والقضارف و ضواحيهما والمسافرون من والي الشرق الممتد من بطانة أبدكنة الي ما وراء جبال البحر الأحمر وكان الحضارم هم قوام التجارة و عمادها في هذه المنطقة بالتحديد كما أتاحت لي ظروف التعرف علي كل مدن ولايتي كسلا والبحر الأحمر طيلة ستة وعشرون عاما قضيتها في تلك الربوع الحبيبة .

الأحد، 3 يوليو 2011

المدونة

تعني هذه المدونة بنشر الدراسات الانسانية والتوثيق لمجمل الحياة الاجتماعية والثقافية والفنية للمجتمع السوداني ونشر الأفكار التي تخدم حياته وترسم خرط الطريق المستقبلية من أجل ترقية حياته وتطوير معطيات البيئة التي يعيش فيها و تحسين ظروفه الحياتية ومساعدته لخلق فرص أكبر من اجل  اسعاده و رفاهيتهوتحقيق تطلعاته